متابعات

مركز البحوث النفسية والتربوية درنة، أحد المراكز البحثية التابعة للهيئة الليبية للبحث العلمي.
حوارية الدعم النفسي……..
منتدى الخبراء الليبيين للتعاون الإنمائي، وبمشاركة مركز البحوث النفسية والتربوية درنه يتوصلون للعديد من التوصيات خلال اللقاء الثاني من حوارية الدعم النفسي، والاجتماع بعنوان (نحو استراتيجية وطنية للدعم النفسي)
أقيم اللقاء الثاني ( أون لاين) بتاريخ 2023/12/23 م، ويضمّ مركز البحوث النفسية (درنة)، ونخبة من المتخصصين والخبراء في العمل بالصحة النفسية.
جاء هذا اللقاء نتيجة الاتّفاق على أنّ العمل المنفرد والجهود المشتتة التي تبذلها بعض المؤسسات ستكون معرضة للزوال بعد فترة قصيرة، وأنّ الجهود المبذولة مهما عظمت فلن تحقق النجاح الذي يضمن استمراريتها دون أن يكون هناك خطة، وتنسيق على المدى القريب والمتوسط والبعيد على أسس متينة.
وقد شملت الحوارية المحاور التالية:
1_ التعرف على البنية التحتية للصحة النفسية في ليبيا، وتقييم المؤسسات وتقدير الاحتياجات المختلفة، والتشريعات ذات العلاقة.
2_ الاستراتيجية مفهومها ، صياغتها، متطلباتها، والسياسات المنفذة منها.
3_ دور مؤسسات المجتمع في الصحة النفسية.
4_ التعرف على تجارب المجتمعات الأخرى في بناء وتطوير استراتيجيات الصحة النفسية.
وبعد نقاش أغلب القضايا المطروحة توصّل الفريق إلى عدّة توصيات يستحسن الانطلاق عبرها، لتيسير فرص نجاح استراتيجية الصحة النفسية في ليبيا، والبناء على قواعد متينة، على أن يستمر الفريق في العمل نحو إيجاد أفضل فرص لنجاح المشروعات الحالية، وتذليل التحديات الممكنة، وتتلخص توصيات هذا اللقاء في التالي:
1_ تبين أنّه لا توجد نقابة خاصة للأخصائيين النفسيين يعملون من خلالها كنواة لتطوير مهنتهم ولمقابلة احتياجاتهم المهنية وسياساتهم في القطاعين العام والخاص، ولتنظيم علاقتهم بالدولة؛ لذلك وجب تأسيس نقابة ، والتي بدورها تساهم في تذليل الصعوبات الحاصلة، وفي رسم سياسات الصحة النفسية في ليبيا.
2_ لا توجد إلى هذا اليوم تشريعات خاصة بهذه المهنة في ليبيا، بينما توجد أكثر من دراسة قانونية مهتمة بهذا الشأن، ولعلّ الاسترشاد بدراسة موسى القنيدي، المنشورة في مجلة البحوث القانونية(2019) يُمكّن من وضع حجر الأساس التشريعي، وهذا سينعكس بالضرورة على ثبات السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالصحة النفسية في ليبيا.
3_ نظرًا لعدم توفر العدد الكافي من الأخصائيين النفسيين المؤهلين لنجاح هذه الاستراتيجية، من المستحسن التعجيل في خلق شُعب متفرعة من أقسام علم النفس، تتخصص في هذه المجالات الملحة، وتتبنّى أقسام علم النفس العمل على تأسيسها، واستجلاب الخبرات المهنية المتخصصة لتدريسها من داخل ليبيا وخارجها للعمل بها.
4_ تؤكد الدراسات النفسية على أنّ الأمراض النفسية إذا لم تتلقى العلاج الأنسب في غضون شهر فإنها تتحول حسب التصنيف الأمريكي للاضطرابات العقلية إلى أمراض نفسية صعبة، وفي دراسات أخرى ثلاثة أشهر، بالتالي فإنّ العمل عليها يستلزم وقتًا وجهدًا كبيرين، لذلك يستحسن تشجيع المبادرات والحملات المتخصصة التي تعمل في نطاق ضيق، والتي تستهدف جماعات صغيرة من المصابين بالأزمات والأمراض النفسية، وتيسير السبل لاستمراريتها وتذليل العراقيل التي تواجهها بالاتصال مع المستشفيات النفسية الرئيسة في البلاد لإمدادهم بالمعونات والاستشارات اللازمة.
5_ بحصر المراكز المتخصصة في تقديم الخدمات النفسية نجد أنّ هناك مستشفيين كبيرين مركزيين أحدهما في طرابلس (الرازي)، والآخر في بنغازي (د.علي الرويعي ) ، وبعض العيادات المجمعة التي تقدم الخدمة ضمن خدماتها الطبية الأخرى، وعدد قليل من العيادات الخاصة بين إيوائية وغير إيوائية، هذا العدد غير كبير، ومن ثمّ يمكن بالتنظيم والتنسيق العمل على تطوير مهارات العاملين بشكل مهني جيد بعيدا عن العشوائية والتشتت؛ من خلال النشرات الدورية واللقاءات الخاصة بتقديم الخدمات النفسية التي يحتاجها المواطنين من الفئات آنفة الذكر.
6_ استخلاصًا من الخبرات والتجارب التي عايشها العاملون في هذا المجال يتضح أنّ هناك هوة كبيرة بين (الواقع) و(الخطط) التي يتم صياغتها من قبل مراكز مختلفة، وذلك بسبب عدم الاعتماد على المعطيات المحلية العلمية من دراسات وأبحاث ومؤتمرات وآراء الخبراء الذين عملوا لسنوات في هذا المجال ، وكذلك يُعدّ الانقسام السياسي تحديا آخر يواجه التخطيط، إضافة إلى سيطرة بعض الخصائص الشخصية ( كالشخصنة والأنا) وغيرها. وتحديد وتشخيص هذه العراقيل هو الوصول إلى نصف الطريق إلى علاجها.
7_ لا يجب الاعتماد الكلي على المنظمات العالمية بشتى مسمياتها، فالمعطيات التي تشخص الوضع في ليبيا ، الليبيون وحدهم أكثر الناس على فهمها واستخلاص الحلول لها، هذا بالنسبة للتخطيط ورسم الاستراتيجيات، والتعامل بوعي مع المؤسسات الدولية لتحقيق أفضل استفادة من الخدمات المقدمة.
8_ إنّ الخبرات الأفضل في مجال الصحة النفسية وعلاج حالات اضطرابات ما بعد الأزمة، والأمراض ذات العلاقة بالأزمات والحروب ليست في أوروبا أو أمريكا، إنّما في البلدان التي مرت بهذه الظروف، واكتسبت خبرات جيدة من العمل مع هذه الحالات وكان لها بحوثٌ ودراسات تساعد على فهم وتشخيص وعلاج هذه الاضطرابات والأمراض؛ كمثال فلسطين، سوريا، راوندا،،،، وغيرها. وأقربها ذات الخصائص الثقافية المتشابهة.
ولعلّ أفضل المعونات التي استعين بها كانت دورة أو أكثر من فلسطين من د.منى زعرور، وغيرها في السنوات الأخيرة.
9_ يجب الإسراع في العمل وتذليل الصعوبات والعراقيل من خلال رسم خريطة للتواصل بين ذوي الاختصاص في البلاد وخارجها.
10_ قد تمّ الاتّفاق على إجراء لقاء قادم لاستكمال الاستراتيجية لوضعها على طريق التنفيذ، وسيتم ترشيح أعضاء فريق الاستراتيجية خلال الفترة القادمة.
قد تكون رسمة لـ ‏‏دراسة‏ و‏نص‏‏
Scroll Up